Back

كلمة المدير

كلمة مدير مركز الأصول الوراثية

 

 نظرا لأن هناك اندثار كبير للمصادر الوراثية الزراعية والنباتات الطبيعية التي تمثل الموروث الزراعي والطبيعي لكافة نشاطات وأشكال الزراعة التي مورست في اليمن منذ آلاف السنين، ولما تعكسه من صور حية لواقع النشاط الزراعي للإنسان اليمني خلال الحقب الزمنية القديمة والتي بدأت  بالاستئناس والاستزراع للنباتات البرية ومن ثم انتخاب أفضلها والمحافظة على الأنواع والأنماط التي نتجت وتأقلمت مع ظروف الإنتاج الزراعي والتقلبات البيئية والمناخية  منذ آلاف السنين. كما إنها تمثل المفاتيح والنقاط لقراءة صفحات التاريخ الطبيعي الجغرافي والبيئي لليمن ومنطقة الجزيرة العربية، ومن خلالها يمكن ان نتعلم  الأسلوب الرائد في إدارة الموارد الطبيعية بما فيها الإنسان.

ونظرا لأن المنطقة مرت بتقلبات مناخية وبيئية شديدة وكذا الفعل التدميري المباشر والغير مباشر للإنسان أدى ويؤدي إلى فقدان الآلاف من الأنواع النباتية والحيوانية وبضياعها نفقد أهم مرتكزات الانطلاق نحو المستقبل، لذا ولزاماً علينا  تجاه الأصول والمدخرات الوراثية النباتية ولأهميتها والاستفادة منها في إنتاج الأصناف والأنواع الزراعية الملائمة للظروف البيئية اليمنية فقد اجمع الباحثون في الكلية على أهمية البدء في هذا النشاط من خلال إنشاء مركز للأصول الوراثية لكي يقوم بتجميع وحفظ ودراسة المدخرات النباتية والحيوانية والعمل على استرجاع واستجلاب الأنواع التي جمعت من قبل المراكز الدولية والجامعات والهيئات وكذا ما جمعته المراكز والبنوك الوراثية العالمية ومنظمة الأغذية والزراعة (FAO ).

ونظرا لما يتمتع به المركز من تجهيزات نادرة ووجود مبنى خصص لهذا الغرض وامتلاكها لغرف تبريد تتسع لأكثر من 20 ألف عينة نباتية، ووجود مختبر مصمم لاستخدام التقنيات البيولوجية وزراعة الأنسجة، بالإضافة إلى وجود غرف النمو والتجهيزات المعملية الأخرى التي ستجعل من هذا الحلم حقيقة، كان لابد من الإسراع في بدء العمل في هذا المشروع الاستراتيجي الهام.

محمد الأسودي

مدير مركز الأصول الوراثية