Back

كلمة عميد الكلية

الطب البيطري

الطب البيطري وأهميته في اليمن
اليمن مهد الحضارات و التمدن حيث استقر الأنسان اليمني وبنى حضارته القائمة على الزراعة وشيد السدود والحواجز المائية منذ القدم ليضمن الاستقرار والبقاء. وبشكل تؤام للزراعة اهتم اليمنيون بتربية الثروة الحيوانية ورعايتها واستخدامها لتأمين احتياجاتهم من الغذاء و الملبس والعمل في الحقل، وقد رافق تربية الحيوانات الاهتمام والرعاية الصحية للحيوانات المريضة حيث استخدم الانسان اليمني الاعشاب الموجودة في البيئة المحلية لهذا الغرض، وعلى مدى سنوات الحضارة اليمنية تراكمت الخبره الزراعية بشقيها النباتي والحيواني لدى المزارع اليمني.
خلال تاريخ اليمن تعرضت لهجمات شرسة من قبل المستعمرين وكان اعتماد اليمنيين على الزراعة والاكتفاء الذاتي من خيرات البلد اقوى العوامل التي ساعدت على مقاومة الغزاة والمحتلين. إن التاريخ يعيد نفسه فاستهداف العدوان السعودي الامارتي الأمريكي لليمن ارضاً وأنساناً في محاوله لتدمير كل مقومات الحياة فيها وخاصة الجانب الزراعي الذي يعد ركيزة الصمود والمقاومة حيث استهدف هذا العدوان الغاشم كل ما يمكن ان يكون له دور في مقاومة وصمود الشعب اليمني وكان لجانب الثروة الحيوانية حظها من الاستهداف و التدمير سواء من خلال القصف المباشر أو عن طريق منع وصول الاعلاف والمشتقات النفطية التي تخدم هذا القطاع الهام.
اصبح الطبيب البيطري اليوم هو المسئول عن صحة الانسان والحيوان معاً، وعملية الرقابة على المنتجات الحيوانية وسلامتها ووصول الغذاء السليم والخالي من المسببات المرضية او الاثر المتبقي للأدوية والمضادات الحيوية هي مسئولية الطب البيطري، وبالتالي صحة المجتمع مرتبطة بوجود كادر بيطري مؤهل وقادر على القيام بمسؤوليته وحماية المجتمع من الامراض وضمان صحة وسلامة الاغذية، كما أن الحفاظ على الثروة الحيوانية وزيادة عددها منوط بالمراقبة والتحكم بانتشار الأوبئة والامراض وتفشيها بين الحيوانات مما يساعد في تأمين الغذاء الكافي للمجتمع. كل هذه المسؤوليات يتحملها الطبيب البيطري على عاتقة، ولا يستطيع أن يفي بهذه المسئوليات الجسام الا إذا كان مؤهلاً بشكل جيد خلال فترة دراسته الجامعية.
إن ما تعانيه اليمن من نقص في الكادر البيطري كماً ونوعاً واعتماد الانظمة السابقة على تهميش وتحقير مهنه الطب البيطري أدى إلى عزوف الطلاب عن الالتحاق بهذا التخصص، حيث افرد السيد العلم عبد الملك بدرالدين الحوثي حفظة الله جانباً كبيراً من محاضرته الرمضانية لتوضيح أهمية هذا التخصص و ترغيب الطلاب للالتحاق بهذا البرنامج العلمي وترجمته لهذه التوجيهات تم افتتاح كلية الطب البيطري جامعة صنعاء في أكتوبر من العام 2019م لتكون أول كلية طب بيطري مستقلة عن كلية الزراعة في اليمن، لتساهم في رفد السوق المحلية والإقليمية بالكوادر البيطرية المؤهلة و القادرة على تحمل مسئولياتها والنهوض بالثروة الحيوانية وحمايتها من التدهور، بالإضافة إلى ضمان صحة وسلامة المنتجات الحيوانية في ربوع اليمن.
ونسأل الله القدير أن يمدنا بالعون و التوفيق لخدمة مجتمعنا وضمان صحته وسلامته

عميد كلية الطب البيطري