الدكتوراه للباحث إبراهيم محمد زايد من قسم الدراسات الإسلامية

نال الباحث إبراهيم محمد أحمد محمد زايد درجة الدكتوراه في قسم الدراسات الإسلامية، من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة صنعاء؛ عن أطروحته الموسومة بـ “الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف (الجزء الثالث) من أول سورة سبأ إلى آخر سورة الشورى – تأليف العلامة/ عبد الله بن الهادي بن الإمام يحيى بن حمزة (ت: 850هـ) دراسة وتحقيق”، وذلك يوم الخميس 2 ذي الحجة 1446هـ الموافق 29/5/2025م.
وتكوّنت لجنة المناقشة والحكم من: أ.د/ هدى علي يحيى العماد، مناقشاً داخلياً – جامعة صنعاء – رئيساً.
أ.د.م/ محمد يحيى الماخذي، المشرف الرئيس على الرسالة – جامعة صنعاء – عضواً.
أ.د/ سعيد محمد عبد السلام الحداد، مناقشاً خارجياً – جامعة تعز – عضواً.
وهدفت الأطروحة إلى:
التعريف بالإمام عبد الله بن الهادي، وإخراج مخطوط “الجوهر الشفاف” إلى النور، ورفد المكتبة الإسلامية بهذا المؤلف القيم في التفسير، وما حفل به من آراء علمية وفكرية وفقهية لعلماء وأئمة أهل البيت عليهم السلام، وأئمة المذاهب الأربعة.
وتوصلت الأطروحة إلى عدة نتائج، أهمها:
سعة علم الإمام عبد الله بن الهادي – رحمه الله – وتبحّره في كثير من العلوم، مع براعته ودقته في التفسير، والعمق في التفكير؛ فقد كان لعراقة أسرته في العلم والمعرفة أثر كبير في محبته لطلب العلم وإقباله عليه.
إزالة اللبس حول تاريخ وفاة العلامة عبد الله بن الهادي، مؤلف الجوهر الشفاف، الذي توفي بعد سنة (850هـ)، وليس في سنة (793هـ) كما توهّم المترجمون له.
كان عصر الإمام عبد الله بن الهادي من أزهى العصور في تاريخ اليمن العلمي، فقد اهتم الأئمة والرسوليون بالحركة العلمية، رغم الاضطراب السياسي الذي ساد تلك الفترة من تاريخ اليمن.
التأثير الواضح لتفسير الكشاف للزمخشري على كتب التفسير التي أُلّفت بعده في العالم الإسلامي عموماً، وفي اليمن على وجه الخصوص، وانفراده عن غيره من كتب التفسير في الكشف عن سر بلاغة القرآن الكريم، وبيان وجوه إعجازه، وتوضيح ما فيه من دقة المعنى الذي يُفهم من التركيب اللفظي في قالب أدبي رائع، وصوغ إنشائي بديع.
كاد ابن الهادي أن يجعل من تفسيره الجوهر الشفاف موسوعة فقهية للمذاهب الإسلامية المختلفة، أو قل كاد أن يجعله كتاب فقه مقارن، وذلك لكثرة ما أورد فيه من مذاهب وأقوال أئمة أهل البيت في الأحكام الفقهية، ومن أقوال فقهاء المذاهب الأخرى واختلافاتهم، بأسلوب بعيد عن التعصّب، والقدح في المخالف، وبلسان عفيف، وأدب رفيع، وعبارة رائقة، مما يدل على فقهه الواسع، وعلمه الغزير، وتقواه البالغة.
يُعدّ كتاب الجوهر الشفاف من أفضل الكتب التي تناولت الكشاف من حيث تيسيره وتسهيله وتقريبه لقارئيه، والتقاط وصقل ما فيه من الجواهر، لتكون في متناول مطالِعِه، دون المساس بمضمونه أو تغيير أسلوبه في إبراز بلاغة القرآن الكريم، ووجوه إعجازه.
وأوصت الأطروحة بالتالي:
تحقيق ما لم يُحقّق من مخطوطاتنا القيّمة، التي تحتوي على كثير من الكنوز العلمية.
طبع ما لم يُطبع من المخطوطات المحقّقة، ومنها كتاب الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف بعد استكمال دراسة وتحقيق بقية أجزائه، الذي يُعد واحداً من أهم شروحات الكشاف وأيسرها للمشتغلين بعلم التفسير بمختلف صنوفه وأنواعه.
إعادة طبع ما طُبع بدون تحقيق علمي من كتب التراث في مختلف العلوم، بعد تحقيقها تحقيقاً علمياً سليماً.
حضر المناقشة عدد من الأكاديميين والعلماء والباحثين والطلاب، وزملاء الباحث وأفراد أسرته.