موقع اليمن الاستراتيجي والقرار التاريخي للسيد القائد يحفظه الله
يمتلك اليمن موقعا استراتيجيا يتحكم بحركة التجارة العالمية من خلال الممرات المائية في بحر العرب والبحر الاحمر وباب المندب .وتمر من خلال هذا الشريان المائي ناقلات النفط العملاقة والسفن التجارية المتجهة إلى موانئ البحر المتوسط وأوروبا وأفريقيا.
وعلى مر العصور التاريخية المختلفة ظلت اليمن بحكم موقعها الاستراتيجي محل أطماع الامبراطوريات الكبرى مثل: الإمبراطورية الرومانية وفي العصور الوسطى كانت محل أطماع و احتلال من قبل البرتغال والامبراطورية العثمانية وماترتب عن ذلك من صراع بينهما للسيطرة على موانئ البحر الأحمر وبحر العرب وجزر سقطرى وموانئ حضرموت (الشحر)٠ وفي العصر الحديث كان لموقع اليمن الاستراتيجي الأهمية الكبرى في المخططات الاستعمارية الأوروبية ومنها الاستعمار البريطاني الذي احتل عدن في العام 1839م وحولها إلى أكبر قاعدة عسكرية استراتيجية في الشرق الأوسط بحكم موقعها الاستراتيجي الحيوي ودورها في حركة التجارة العالمية من جهة وفي صراع الدول الاستعمارية الإمبريالية للسيطرة والتحكم في الممرات المائية الحيويةمن جهة ثانية ٠
وفي التاريخ المعاصر وبعد انشاء الكيان الصهيوني العام 1948م تعاظم دور باب المندب والبحر الأحمر خصوصا مع الحروب التي خاضها الكيان الصهيوني ضد البلدان العربية في الأعوام 1956م و1967و 1973م.
وفي كل العصور التاريخية وفي كل مراحل الصراع والتأثير لم يتم استغلال هذا الموقع الاستراتيجي لليمن الاستغلال الذي يجسد يمنيته ويعكس أهميته ودوره في التأثير على القوى الدولية والإقليمية المتصارعة وعلى مجريات الصراع مع العدو الصهيوني بحيث يعكس حضور اليمن كقوة سياسية استراتيجية اقتصادية انطلاقا مماتمتلكه من موقع استراتيجي وماتتحكم به من ممرات مائيةحيوية ٠ فما العامل الذي منع اليمن من استغلال موقعها الاستراتيجي ؟ما الذي جعل القوى المختلفة سواء العالمية أو الإقليمية أن تتخذ من موقع اليمن الاستراتيجي محل لهيمنتها وسيطرتها ؟ ماالذي جعل من موقع اليمن الاستراتيجي عامل ضعف لليمنيين في المراحل التاريخية السابقة بدلا أن يكون عامل قوة وتأثير وحضور في معادلات الصراع مع الغرب الأوروبي الأمريكي والعدو الصهيوني ؟
كانت اليمن بحاجة إلى قيادة تعطي لهذا الموقع الاستراتيجي الجيو سياسي حقه في الحضور والتأثير واثبات أهميته ودوره .كانت اليمن بحاجة إلى قيادة تؤكد وطنية ويمنية هذا الموقع وانه رقم صعب في معادلة الصراع مع أطماع قوى الفساد والاجرام العالمية وفي الصراع مع العدو الصهيوني . كانت اليمن بحاجة لقيادة واعية مؤمنة حكيمة وطنية ولائها لله ولرسوله وللذين آمنوا مدركة لأهمية ودور الموقع الاستراتيجي في مجريات الصراع مع الأعداء من اليهود والامريكان واذيالهم ٠
ولقد هيأ الله تعالى لليمن قيادة قرآنية ربانية تستند إلى منهجية قرآنية وهو السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله الذي وللمرة الأولى في تاريخ اليمن القديم والحديث والمعاصر ومن بين جميع من حكم اليمن من ملوك وسلاطين ورؤساء ومن خلال قراراته التاريخية العسكرية منح هذا الموقع لليمن بعده الاستراتيجي الواقعي الحقيقي بعد أن كان مجرد مصطلح في كتب التاريخ والجغرافيا والسياسة.وللمرة الأولى في التاريخ يدخل الموقع الاستراتيجي لليمن مساحة الفعل والحضور والتأثير .وللمرة الأولى تدرك قوى الاستكبار العالمي امريكا والغرب الامبريالى والكيان الصهيوني ماتشكله القيادة القرآنية ممثلة بالسيد القائد من أهمية وتأثير في مجريات الصراع مع العدو الصهيوني كقوة لها حضورها العسكري والاستراتيجي .
ليس التأثير والأضرار الكبيرة التي الحقتها القرارات التاريخيةبالاقتصاد الاسرائيلي هو ما أصاب الكيان الصهيوني في مقتل بل التحكم والسيطرة اليمنية الكاملة على الشريان المائي الدولي المتمثل بالبحر الأحمر ومضيق باب المندب وبحر العرب وبحركة السفن اي كانت جنسيتها المتجهة إلى موانئ الكيان الصهيوني .
السيد القائد حفظه الله منح لموقع اليمن الاستراتيجي أهميته ودوره وتأثيره وأكد على أن اليمن حاضرا في مواجهة العدوان الصهيوني قادرا على هزيمته بالتوكل على الله والاعتماد عليه و بمختلف اشكال الفعل الجهادي الإيماني العسكري
وان الشعب الفلسطيني ليس وحده (لستم وحدكم ) وان فلسطين قضية الشعب اليمني الاولى ٠ولينصرن الله من ينصره والعاقبة للمتقين ولا عدوان الا على الظالمين .
ا.د. سعد ابراهيم العلوي
أستاذ الفكر الاسلامي والسيرة النبوية
عميد كلية التربية جامعة صنعاء