قراءة في المشروع القرآني للسيد الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي (رضوان الله عليه )
يمتلك ظهور المشاريع النهضوية الفكرية الثقافية في المجتمعات والامم بتوفر عاملين هما :
اولا : المفكرين ذوي التكوين الفكري والايماني والمعرفي العميق والموسوعي .
ثانيا : الازمات العامة الشاملة
وفي اطار عملية التفاعل بين السياق الذاتي ( المفكرين) والازمات العامة التي تحيط بالمجتمعات ( السياق الموضوعي) تنشأ الحلول والمعالجات في صورة رؤى ومشاريع تسعى للخروج بالامة من واقع الازمات والمشكلات المستفحلة المحيطة بها والنهوض باوضاعها من حالة الدعة والركود والتخلف الى مرحلة التقدم والتطور الحضاري.
وفي حال السيد الشهيد القائد فقد جمع بين التكوين الايماني الفكري والمعرفي العميق والموسوعي من جهة وبين عامل استشعار المسئولية امام ماتتعرض له الامة الاسلامية من ازمات وتبعية واستسلام لقوى البغي والاستكبار والطاغوت والجبروت العالمي امريكا واسرائيل ومن والاهم من الانظمة والكيانات والحكام .
في قراءته للواقع التاريخي في بداية الالفية الثالثة (2000-2004) توصل الشهيد القائد الى ان ماتعانيه الامة من ازمات شاملة متلاحقة في مختلف مناحي حياتها السياسيه والاقتصاديه والاجتماعية والثقافيه يعود الى الآتي :
1- الهيمنة الامريكية الاسرائيليه الصهوينيه
2- وجود انظمة عربية خانعة مستسلمةمنفذه لإملاءات قوى الاستكبار العالمية.
3- غياب المشاريع النهضوية التحررية المستندة الى القران الكريم والثقافة القرآنية.
4- عدم استشعار المسئولية امام الله تعالى (انظمة وشعوب)
5- هيمنة الثقافة المغلوطة والوعي الزائف على الحياة الثقافيه والتعليمية والاجتماعية .
6- الابتعاد عن القرآن وعدم العمل بالمنهجية القرآنية.
في ضوء ماتقدم تحرك الشهيد القائد من موقع استشعار المسئولية امام الله تعالى وفي اطار الدور الايماني والمعرفي والاجتماعي والسياسي معلنا عن المشروع القرآني النهضوي التحرري في مواجهة المشاريع الشيطانية الاحتلالية الاستكبارية.
ادرك السيد الشهيد القائد ان للوعي القرآني الدور الكبير للنهوض بالامة وان سلاح الوعي تنبني عليه بقية الاسلحة من اقتصادية وعسكرية وتقنية. وان القضاء على الثقافات المغلوطة والعقائد الباطلة والافكار المنحرفة يقود الى تأسيس وعي قرآني وثقافة قرآنية صحيحة مصدرها القران الكريم واعلام الهدى من آل البيت عليهم السلام.( القرآن والعثرة الطاهرة) .
وان طريق التحرر من هيمنة قوى الاستكبار يمر بسلاح المقاطعة الاقتصادية والاكتفاء الذاتي. وان مواجهة اليهود الصهاينة والامريكان وكل قوى الشر يكون برفع شعار الحق الصرخةواعلان البراءة منهم .
ادركت امريكا ومعها الكيان الصهويني مايمثله المشروع القرآني من اهمية ودور وتاثير في الانتقال بحالة الامة من الحالة الشيطانية الى الحالة الايمانية من حالة الخضوع والاستسلام وعدم الشعور بالمسئولية واللامبالاة الى حالة من الوعي القرآني و التحرر من التبعية.
العودة الى القرآن والتحرك بحركة القران هو ما دعى اليه السيد الشهيد القائد وهو الذي كان قرين القرآن ومن هنا تحرك في مشروعه في الفضاءات الاجتماعية والثقافية والمعرفية وكان له ذلك الحضور والتأثير الذي انتج تلك الاطر الاجتماعية والثقافية التي التحقت بذلك المشروع القرآني وانتقلت به من الاطار النظري الى الواقع العملي بقيادة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله .
المشروع القرآني للسيد الشهيد القائد هو مشروع نهضة بناء حياة تحرر تصحيح تجديد ويعد نقطة تحول كبرى في تاريخ الفكر الاسلامي المعاصر. وهو بحاجة الى قراءات متعددة متنوعة تتناول محاوره التربوية والثقافية والاقتصادية والايمانية والسياسية لتبرز اهميته ودوره الاستثنائي في المرحلة التاريخية الراهنة .. مرحلة المواجهة المباشرة مع الاعداء امريكا والكيان الصهويني وهذه ثمرة من ثمرات المشروع القرآني مشروع العزة والكرامة والتحرر والاستقلال.
ا.د. سعد إبراهيم العلوي
استاذ تاريخ الفكر الاسلامي
عميد كلية التربية جامعة صنعاء