برنامج السيطرة والاستحواذ اليهودي وموقعه من التطبيع في خطاب السيد القائد يحفظه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
برنامج السيطرة والاستحواذ اليهودي
وموقعه من التطبيع
في خطاب السيد القائد يحفظه الله
دأب السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي في خطاباته الاخيرة وبالتزامن مع العدوان الصهويني على غزة الى الوقوف امام موضوعات وقضايا مهمة في سياق الصراع مع العدو الصهويني وبهدف توسيع دائرة الوعي والبصيرة أمام الأمة افرادا ومجتمعات بحقيقة ذلك العدو وتنوع أساليبه ووسائله في الاختراق والسيطرة على الامة العربية والاسلامية .
ويتجاوز السيد القائد في خطاباته ما يتناوله عدد من الباحثين من قضايا تكاد لا تضيف شيئا في مسألة المعرفة والوعي بالعدو الصهويني الى قضايا في غاية الاهمية والخطورة ومنها برنامج السيطرة والاستحواذ اليهودي على الامة . فما حقيقة ذلك البرنامج الذي يتناوله السيد القائد؟ وكيف يتجسد ؟ وما الاساليب التي تدفع باتجاه تحقيق تلك السيطرة على المدى المنظور والبعيد ؟
يتوقف السيد القائد امام 3 موضوعات تساعد على إحكام السيطرة والاستحواذ اليهودي الصهويني على وعي الامة وثرواتها ومؤسساتها وهي :
1- التجنيس
وهي قضية تكاد تتصاعد وبصورة متسارعة خصوصا في البلدان والمجتمعات العربية التي قامت بالتطبيع مع العدو الصهويني وفتح المكاتب الاقتصادية. وكون تلك البلدان تمنح الجنسيات للوافدين الاجانب وما يترتب عن ذلك من إختراق لهولاء الاجانب ومنهم يهود وصهاينة لمؤسسات تلك البلدان ووصولهم الى شغل وظائف حساسة ومؤثرة ذات صلة بتوجهات واستراتيجيات وادارة ملفات ذات صلة بمصائر تلك البلدان والتحكم بها .
2- شراء الاراضي والمشروعات الاستراتيجية
وهي من الاساليب التي يستخدمها اليهود والصهاينة وعبر ادواتهم من الصهاينة العرب وهكذا يتم شراء اراضي ومشروعات إقتصادية حيوية من قبل رجال اعمال خليجيين في مصر على سبيل المثال لا الحصر ليتم بيعها لرجال اعمال يهود لتكتمل دائرة السيطرة والاستحواذ اليهودي الصهويني على مستوى الاختراق المؤسساتي وعلى صعيد التملك والامتلاك لاراضي ومؤسسات ومشروعات تتحكم حاضرا ولاحقا بكل ماهو سيادي وحيوي في ذلك البلد وتزويد تلك المشروعات بعمالة وخبراء يهود صهاينة ومن بينها مشروع نيوم في السعودية وعشرات المشاريع والمؤسسات في مصر والامارات والبحرين والاردن وغيرها من دول التطبيع .
3- الحرب الناعمة
وهي من ضمن وسائل السيطرة والاستحواذ اليهودي على الوعي في بلدان التطبيع من خلال السيطرة على فضائيات تلك البلدان ورسم سياساتها وبرامجها وتوجيه وعي واهتمامات افرادها نحو التهتك والانحلال الاخلاقي وتدمير منظومة القيم والاخلاق والاسرة بالتالي تخلق مجتمعا خانعا خاضعا لاتقع ضمن منظومة اهتماماته قضايا الامة ومنها القضية الفلسطينية مجتمعا لايمتلك وعيا قرآنيا يستطيع من خلاله مواجهة اعداء الامة من اليهود والنصارى .
هكذا يحدد السيد القائد وسائل الاستحواذ والسيطرة اليهودية من خلال مايسمى بالتطبيع وهكذا تم ويتم إختراق الامة مجتمعا وافرادا وبالتالي فإن الخطر الصهويني ليس خطرا عسكريا خارجيا كما يتصوره البعض ولكنه خطرا داخليا يتم زرعه ورعايته عبر عملاء اليهود والامريكان ومن يواليهم والعاقبة للمتقين ولا عدوان الا على الظالمين .
أ.د. سعد إبراهيم العلوي
استاذ الفكر الاسلامي
عميد كلية التربية صنعاء