التربية في المشروع القرآني للسيد الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه
بسم الله الرحمن الرحيم
التربية في المشروع القرآني للسيد الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه
بروف/ سعد إبراهيم العلوي
أستاذ الفكر الاسلامي
عميد كلية التربية صنعاء
جامعة صنعاء
يعد المشروع القرآني للسيد الشهيد القائد رضوان الله عليه من المشاريع النهضوية التجديدية الموسوعية الشاملة. ويحتوي على مجموعة من المفاهيم والقيم والمبادئ والأفكار التي احدثت تحولا كبيرا في تاريخ الفكر الاسلامي المعاصر .
ويمتلك المشروع القرآني من الاطر الاجتماعية والثقافية والمعرفية والسياسية التي ساعدته على التحرك في الفضاءات الثقافية والاجتماعية والسياسية وانتقلت به من الاطار النظري الى الواقع العملي بقيادة السيد المولى العلم عبدالملك بدرالدين الحوثي .
وتحتل التربية موقعا مهما بل ومفصليا في المشروع القرآني سواء التربيةالايمانية أو الجهادية وتتوزع مفاهيمها ومبادئها وموجهاتها في أكثر من 64 ملزمة ومحاضرة للسيد الشهيد القائد. أنتجت تلك التربية وعيا قرآنيا صنع مواقف وبطولات الالاف من المجاهدين والمؤمنين الذين سطروا ملاحم التمكين والنصر خلال 9 سنوات من العدوان على بلادنا. وقبلها خاض المؤمنين الاوائل بموجب هذه التربية 6 حروب إجترحوا خلالها دروس في الصبر والجهاد وتحقيق الانتصارات . فكانت مفاهيم الجهاد والصبر والاحسان و الايثار والتضحية والانفاق والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة الى الخير حاضرة في كل المراحل كواقع عملي وهو ما قاد سابقا ولاحقا الى إحراز النصر الآلهي .
وفي مشروع الرؤية التربوية المقدمة من جامعة صنعاء في الدورة الرمضانية المغلقة للقيادات الجامعية والتي فوضني الزملاء العمداء الكرام بصياغتها وتقديمها الى قيادة الدورة كنت قد اصبغت عليها عنوانا بإسم رؤية تربوية قرآنية تضمنت الاهمية والمصادر و الاهداف و الإطار العملي متخذا من الوعي التربوي القرآني الذي تشكل خلال مرحلة العدوان وما ترتب عنه من دروس الصمود والانتصار على العدوان الامريكي الصهويني السعودي وتشكيل الهوية الايمانية ومواجهة الحرب الناعمة والتصنيع العسكري وتدشين الاكتفاء الذاتي نموذجا واقعيا وعمليا لدور التربية القرآنية واهميتها في الواقع الراهن والمستقبلي .
ولأهمية التربية وموقعها في المشروع القرآني للسيد الشهيد القائد فقد صارت عنوان أطروحة دكتوراة اقوم بالاشراف عليها في كلية التربية صنعاء قسم أصول التربية وهي في المراحل الاخيرة حيث تكشف الاطروحة عن دور واهمية التربية القرانية عند السيد الشهيد القائد ومايمكن ان تلعبه مفاهيمها ومبادئها متى ما تحولت الى واقع وممارسة. وكيف يمكن للوعي التربوي القراني ان يصنع من تحولات على صعيد بناء الانسان المسلم وإصلاح المجتمع المسلم.
إن التربية المرتكزة على القرآن الكريم وعلى المعلم التربوي الاول الرسول الاعظم صل الله عليه وآله وسلم وعلى التراث التربوي لأعلام الهدى من آل البيت عليهم السلام وعلى المشروع القرآني للسيد الشهيد القائد تشكل مصدرا و مدخلا في تكوين الوعي التربوي وفي رسم موجهات وأسس تربية المجتمع وإعداده الاعداد اللازم لمواجهة مشاريع اليهود والنصارى لتدمير أخلاق وقيم وتقاليد المجتمع المسلم وخلق وعيا تربويا ماديا وضعيا مغايرا للتربية القرآنية.
وتظل محاضرات السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي العنوان الابرز والمدخل الرئيس لتأصيل التربية القرآنية وتجذيرها في الوعي وفي الواقع بالعودة الى النماذج القرآنية والتراث النبوي أو في إحياء التراث التربوي لأعلام الهدى من آل البيت عليهم السلام وفي المقدمة منهم الامام علي عليه الاسلام .