في ذكرى إستشهاد امير المؤمنين الامام علي ( عليه السلام )
بسم الله الرحمن الرحيم
في ذكرى إستشهاد امير المؤمنين الامام علي ( عليه السلام )
بروف / سعد إبراهيم العلوي
أستاذ الفكر الاسلامي
عميد كلية التربية صنعاء
جامعة صنعاء
شكل استشهاد الامام علي عليه السلام خسارة فادحة وعظيمة للأمة الاسلامية بل للانسانية جمعاء . وتأسست بعد إستشهاده مرحلة في التاريخ الاسلامي عنوانها الابرز الانحراف عن المنهج المحمدي الاصيل وسيطرة الافكار المنحرفة والثقافة المغلوطة والعقائد الباطلة وهيمنة قوى الاستكبار والطغيان و الجبروت على مفاصل الحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية للامة الاسلامية.ومن الطبيعي حين تخالف الأمة قول رسول الله صل الله عليه وآله وسلم ويحدث ذلك الافتراق بين كتاب الله و العترة الطاهرة أن تدخل الامة مرحلة الضلال والباطل و التيه. فالقرآن بالعثرة والعثرة بالقران لا يفترقان.
ويحتل الامام علي عليه السلام موقعه في النص القرآني حيث عشرات الايات القرانية التي تشير الى مكانته و ولايته و أدواره وصفاته و وموقعه في الرسالة الالهية.
كما يحتل موقعه في النص النبوي الشريف حيث عشرات الاحاديث والاقوال والمواقف التي تعبر عن ولايته وريادته وتميزه وعلمه وحكمته وشجاعته حيث خاض مايقرب من 80 معركة ضد قوى الكفر والطغيان والشرك و كان يمثل فيها الايمان بكل معانيه ومظاهره ومجالاته مقابل الشرك كله .
لقد حمل المنافقين واليهود الحقد و الغل والحسد للامام علي عليه السلام ولم يتعرض اي صحابي او قائد إسلامي لتلك الاساءات والتشويه والتحريف والتهميش لسيرنه ولمواقفه كما تعرض لها الامام علي عليه السلام . فهل ينسى المنافقين واهل الباطل مواقفه وادواره الرئيسية في معارك بدر وأحد والاحزاب ؟ وهل ينسى اليهود ادواره المفصلية الى جانب الرسول الاعظم صل الله عليه وآله وسلم في الحروب ال 4 الشاملة التي انتهت بهزيمتهم و طردهم من الجزيرة العربية وتجمعهم في الشام؟
ومنذ لحظة استشهاده وحتى اللحظة التاريخية الراهنة دأب المنافقين واهل الباطل الى جانب اليهود على استهداف شخصية الامام علي عليه السلام وتراثه الفكري والعلمي وتغييب ذلك التراث من المناهج الدراسية الجامعية ومناهج التعليم الاساسي والثانوي واكتفوا بإشارات لا تصنع وعيا ولا تنتج معرفة بذلكم التراث العلوي. وضمن مخططات اليهود في إطار المجال الثاني من مجالات الحرب الناعمة (المناهج التعليمية) وبتسهيلات من انظمة التبعية والعمالة العربية.
وكان للمشروع القرآني بقيادة السيد الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي الدور العظيم في إحياء تراث وتاريخ الامام علي عليه السلام . ولقد خصص السيد الشهيد محاضرات وملازم اشار فيها لاهمية العودة لتراث الامام علي عليه السلام ومايمثله من اهمية في تكوين مواقف الحق والبصيرة والجهاد ومايترتب عنها من مقارعة ومواجهة لمعسكر الباطل والكفر و الاستكبار من اليهود والنصارى ومن يتولاهم من العرب والعربان .
وكان للسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي الدور البارز ومازال في التعريف بالتراث الفكري والمعرفي والاخلاقي والتاريخي للامام علي عليه السلام وانتاج الوعي والمعرفة به بعد ان تم تغييب ذلك العلم من قبل النظام السابق وعبر أدواته من القوى الوهابية التكفيرية المتطرفة. وها نحن اليوم ننعم بدروس ومحاضرات السيد القائد يحفظه الله حول عهد الامام لمالك الاشتر بما يقرب من 12 محاضرة ورسالة الامام عليه السلام لولده الامام الحسن عليه السلام بالاضافة الى عشرات المحاضرات التي تناولت ذلك العلم العلوي الصادر من بوابة مدينة العلم الذي معه القران ومعه الحق كما وصفه الرسول الاعظم صل الله عليه وآله وسلم .
ليس المطلوب الاكتفاء بدراسة تراث الامام علي عليه السلام العلمي والفكري والاخلاقي بل تمثل ذلكم التراث وتحويله الى واقع وسلوك وممارسات تنعكس في قضية إصلاح المجتمع والنهوض به وذلك ما يدعوا اليه السيد القائد ويعمل لأجله قولا وفعلا . والعاقبة للمتقين .