حول الدول الصهيونية العربية ومفهوم الصهيوني العربي
بسم الله الرحمن الرحيم
حول الدول الصهيونية العربية ومفهوم الصهيوني العربي
بروف/سعد إبراهيم العلوي
عميد كلية التربية
جامعة صنعاء
دأبت الأدبيات والدراسات المتخصصة ب الصهيونيه على تعريف الصهيونية باعتبارها حركة سياسية عنصرية قومية سعت الى تأسيس مايسمى وطن قومي لليهود على ارض فلسطين وأن معظم المنتمون لهذه الحركة هم من اليهود( الصهاينة) من مختلف بقاع العالم الى آخر التعريف بالمفهوم والأهداف و الايديولوجيا .
ولاحقا ظهر الكثير ممن يعلنون عن صهيونيتهم من المسيحيين الانجيليين من الاتجاه البروتستانتي الذين استطاع اليهود وعبر اختراق المسيحية في القرن الخامس عشر الميلادي تحت مسمى الاصلاحات الدينية والاجتماعية عبر القس مارتن لوثر وهو في الاصل يهودي الجذور من تسويق فكرة عدم قتل اليهود للمسيح عليه السلام كما يعتقد غالبية المسيحيين وان ارض فلسطين التاريخية هي ارض اليهود وضرورة عودة اليهود الى فلسطين لينتج كل ذلك انقساما في الكنيسة المسيحية وبين المسيحين وما تلاه من حروب انتهت بهجرة اليهود و البروتستانت وتحالفهم الذي افضى الى تأسيس الولايات المتحدة الامريكية والعمل معا على تأسيس الكيان الصهويني في العام 1948م .
ان هذا التيار الصهيوني- المسيحي الانجيلي البروتستانتي والذي تمثله دول امريكا وبريطانيا وفرنسا وغيرها وقبل ان يؤسس لدولة الكيان الصهويني 1948م عمل على تأسيس دول عربية وظيفية تتولى عملية حماية الكيان الصهويني الوليد وتنفيذ سياسات وتوجهات الدول الامبريالية . وظهر ذلك جليا في كل الحروب العربية – الاسرائيلية ودورها الواضح في الحاق الهزيمة بالعرب في حرب 1948م وحرب 1967م وقبلها وأد الانتفاضات والثورات الفلسطينية في عشرينيات و ثلاثينيات من القرن المنصرم وهذه الدول هي الممالك العربية في السعودية والاردن والنظام الملكي في العراق وسوريا (الملك عبدالعزيز والملك فيصل والملك عبدالله ) . ولاحقا عملت على تأسيس دول وظيفية اخرى امثال الامارات والبحرين وغيرها. وكل هذه الدول كان لها ادوارها فيما يسمى بالربيع العربي و في حماية الكيان الصهويني وتقديم كل مايلزم في سبيل استمرار بقائه و هيمنته.
ولقد كشفت معركة طوفان الاقصى في 7 اكتوبر 2024م انه ليس بالضرورة ان يكون الصهويني يهوديا أو مسيحيا اوروبيا امريكيا بل بإمكانه ان يكون صهيونيا عربيا. بل وليس بالضرورة ان تكون الدولة اليهودية دولة صهيونية الهوية فهنالك دول عربية صهوينية أو متصهينة.
ولقد كشفت تلك الدول عن صهيونيتها و طابعها الوظيفي منذ الايام الاولى من معركة طوفان الاقصى من خلال :
1- عجزها عن اصدار بيان إدانة واستنكار لكل جرائم الكيان الصهويني على غزة.
2- البحث عن كل مايساعد على وصول البضائع والامدادات الى الكيان
الصهويني بعد الموقف الجهادي للشعب اليمني في محاصرة وضرب سفن وموانئ الصهاينة.
3- المشاركة المباشرة في التصدي للطيران المسير والصواريخ الايرانية الموجهة نحو دويلة الكيان وتسخير اجوائها و أراضيها للطائرات الامريكية والبريطانية والفرنسية وهي في الاساس قواعد عسكرية .
4- الحرص على استمرار تدفق امدادات النفط والغاز لكيان العدو الصهيوني خلال معركة طوفان الاقصى ومازالت .
وها نحن اليوم نجد تعاظم ذلك الدور الصهويني الوظيفي لتلك الدول العربية المتصهينة بارسال مجاميع شبابية الى امريكا وأوروبا لاختراق الانتفاضات الطلابية في جامعات تلك الدول وتلميع الكيان الصهويني ووصف ماقامت وتقوم به حركة حماس ومحور الجهاد بالاعمال الارهابية وان ال 27 من اكتوبر هو يوم دموي ارهابي طال النساء والاطفال بالقتل والاغتصاب في محاولة حقيرة لتشويه الدور الجهادي لمحور المقاومة ومنها حركة حماس وثني طلاب واكاديميي الجامعات الامريكيه والاوروبية عن الاستمرار في مواقفهم المشرفة الرافضة لجرائم الصهاينة على غزة ارضا و إنسانا .
ليس بجديد على من يتولى اليهود ان يكون منهم كما وصفهم الله تعالى فمن يتولهم منكم فإنه منهم .. يحمل صفاتهم وينفذ مخططاتهم .. ومهما طال هذا الدور فان مصيره الى زوال فهو يمثل الباطل ومعسكر الباطل والنفاق مقابل الحق ومعسكر الحق واهله والله غالب على أمره والعاقبة للمتقين .