بسم الله الرحمن الرحيم

قراءة في خطاب السيد القائد يحفظه الله
(المنهج الوعي الالتزام الاعداد
والاستمرارية)
في خطابه يومنا هذا الخميس 25/يناير/2024م وفي إطار سلسلة خطاباته منذ بدء معركة طوفان الاقصى يقدم السيد القائد خطابا نوعيا مختلفا يكشف من خلاله أننا امام علم من اعلام الهدى يمتلك ثقافة قرآنية موسوعية والتي حدد من خلالها المنهج والرؤية في تشكيل الوعي وبلورة المواقف وصناعة ادوات المواجهة مع اعداء الله واعداء الامة من اليهود والنصارى ومن يواليهم .
إن وصفنا للخطاب بأنه خطابا نوعيا مختلفا عن باقي خطاباته ذلك بأنه يخاطب كل مستويات واشكال الوعي وحامليه سواء كان ذلك الوعي ايمانيا سياسيا اقتصاديا علميا استراتيجيا .وفي الوقت ذاته يتوجه به الى الامة الاسلامية والى اعدائها والى المتضامنين مع القضية الفلسطينية في كل اصقاع العالم.
ان المنهجية القرآنية والرؤية القرآنية هما الاساس والمنطلق في صراعنا مع العدو الصهويني الامريكي وفي هذا يكمن اختلافنا مع بقية المواقف الاخرى. إن صراعنا مع العدو الصهويني يقول السيد القائد لاتحدده العوامل السياسية والاقتصادية والقومية بل العامل الايماني الجهادي وهو الذي يشكل عقيدتنا القتالية الجهادية وبهذا يقدم السيد القائد موقف الشعب اليمني وقيادته وقواته المسلحة في وقوفه ونصرته للشعب الفلسطيني من منطلق ايماني ديني بدرجة رئيسية واخلاقي وانساني .
ان وصفنا لخطاب السيد القائد بأنه خطابا نوعيا من منطلق أنه لم يكن خطابا انشائيا تقليديا بل خطابا إعتمد لغة علمية قوامها الارقام والبيانات كشف من خلالها زيف وخداع الخطاب الامريكي الصهويني القائل بأن معركة البحر الاحمر هي معركة من اجل تأمين وسلامة الملاحة البحرية !!وان الاعتداءات الامريكية على اليمن تأتي في اطار ذلك الهدف .
الى جانب الموقف الايماني للشعب اليمني وقيادته فأن تقديم السيد القائد بان هناك مايقرب من 4478سفينة قد عبرت مضيق باب المندب بكل امان وسلام ودون اعتراض يكشف عن مدى زيف الخطاب الامريكي ويؤكد على صوابية ومصداقية الموقف اليمني وان تحركه في البحر الاحمر للتصدي للسفن المتوجه للكيان الصهويني مقابل رفع الحصار عن غزة وادخال الماء والدواء والغداء.
في ذات السياق فان استخدام اليمن ل 200طائرة مسيرة و50صاروخا بالستيا ومجنحا يكشف عن قوة الموقف الجهادي اليمني ومقدار وحجم المشاركة العسكرية.
يحدد السيد القائد في خطابه ان هناك التزامين في اطار الصراع مع العدو الصهويني الاول: الالتزام الامريكي تجاه الكيان الصهويني والذي قدم كل اشكال الدعم والاسناد المادي والمعنوي .
الالتزام الثاني: الاسلامي وهو الالتزام الغائب (شعوبا وانظمة) حيث غابت كل الالتزامات الايمانية والدينية والاخلاقية باستثناء محور المقاومة. وبناء عليه يدعوا السيد القائد الامة الاسلامية الى التعبير عن التزامها الايماني تجاه ماتتعرض له غزة وبكل اشكال الدعم والاسناد .
في خطابه النوعي يؤكد السيد القائد بان اليمن قد تجاوز التصنيف السياسي العربي العقيم باعتباره دولة مسانده بحكم البعد الجغرافي فاليمن بفعله الايماني الجهادي اصبح دولة مواجهة بل وخاض قتالا مباشرا مع العدو الصهويني في ظل صمت واستسلام مايسمى بدول المواجهة ( مصر الاردن سوريا لبنان) وهذا هو الموقف النوعي لليمن الذي اطاح بمعادلة الصراع مع العدوالصهويني وفقا للتصنيف السياسي العربي التقليدي .
في اطار مفهوم الاعداد القراني يشير السيد القائد الى ان اليمن يعد كل اشكال القوة ومستمر في تطوير منظومته العسكرية ويحتفظ بمخزونه العسكري وهي رسالة تطمين لمجاهدي الامة بان اليمن يعد لمرحلة قادمة يكون فيها رقما عسكريا وسياسيا واقليميا وعلى يديه باذن الله تصنع عوامل النصر للامة ولفلسطين .
ا.د. سعد ابراهيم العلوي
عميد كلية التربية صنعاء
جامعة صنعاء