الماجستير للباحثة حنان خالد يعيش من قسم اللغة العربية بكلية الآداب

نالت الباحثة حنان خالد محمد يعيش درجة الماجستير بدرجة 95 %وبتقدير ممتاز مع التوصية بالطباعة وتداول الرسالة في الجامعات، من قسم اللغة العربية وآدابها تخصص لسانيات من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة صنعاء، عن رسالتها الموسومة بـ”الأفعال الكلامية في سورة التوبة – دراسة في التركيب والدلالة”.وذلك يوم الثلاثاء 26 شعبان عام 1446هـ الموافق 25 فبراير 2025م.
وتكونت لجنة المناقشة و الحكم من
د/ محمد ناصر حميد – أستاذ اللسانيات في كلية الآداب – المشرف الرئيس،
وأ.د/ إبراهيم محمد الصلوي – رئيسا ممتحنا داخليا – جامعة صنعاء،
وأ.د/عبد الكريم مصلح البحلة – مناقشا خارجيا – جامعة ذمار.
وهدفت الرسالة إلى معرفة قوة الإنجاز الفعلي في إيضاح العلاقة بين النص والمخاطب على وفق ما تتميز به سورة التوبة من توجيهات وتشريعات وحوارات ومواقف وقصص تندرج كلها في إثبات الفرق بين الإيمان وأهله من جهة، والكفر والنفاق وأهلهما من جهة أخرى.
وتوصلت الباحثة في رسالتها إلى عدد من التائج المهمة، أبرزها:
إنّ نظرية الأفعال الكلامية الحديثة التي نظمها رواد الفلسلفة التحليلية مثل فتجن شتاين وأوستن وسيرل وغيرهم ، هي في نظرنا امتدادٌ من نظرية الخبر والإنشاء في التراث العربي، إذ إنّ العرب قد تنبهوا لذلك قبل الغرب، لكن مفاهيمهم ورؤاهم كانت غائمةً وغير واضحة، وبعد أن قننها الغرب اتضحت تلك الرؤى، ذلك أنّ سيرل قد طرح تساؤلات مشهورة من مثل كيف يمكن للخبر أن يشكل أمراً ؟ أو كيف تعمل الانجازيات مع نظائرها الأخرى؟ وغير ذلك مما شابه هذه التساؤلات. فقد ناقش العرب حلول هذه المشكلات في تحليلهم للخطابات الواردة بتلك الصيغ كما هو عند أبي بكر ابن العربي في (الأحكام)، والقرافي في (الفروق)، والزمخشري في (الكشاف)، وفخر الدين في تفسيره وغيرهم، بل إنّ منهم من توسع في تعليل وتحليل الوظائف التداولية لهذا الاستعمال. وبخاصةً مسوغ استعمال الخبر في معنى الأمر أو النهي وما يحمله من دلالات كقوله تعالى: “مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى”، وقوله: “مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ” ونظائرهما كثير في القرآن الكريم،
تعد الأفعال الكلامية غير المباشرة النواة المركزية لنظرية الأفعال الكلامية،
تنوعت الأفعال الكلامية في سورة التوبة واحتلت الإخباريات المرتبة الأولى من حيث العدد لأنّ كثيراً من الآيات في السورة تطرقت لعرض أخبار الناس من مؤمنين ومنافقين، كما تخبر عن مواقف أخرى ويليها في الدرجة الثانية الأفعال التوجيهية وخاصةً الأمريات منها، وقد جاءت الجمل الطلبية في سورة التوبة في اثنين وثلاثين جملةً موزعةً على النحو الآتي:
عدد جمل الأمر: ست عشرة (16) جملة، وعدد جمل النهي: سبع (7) جمل، و عدد جمل النداء: ثمان (8)جمل، وعدد جمل الاستفهام: تسع (9) جمل منها جملتان طلبيتان.
إنّ الدلالات التحويلية لصيغ النهي أقل كثيراً من الدلالات التحويلية لصيغة الأمر، ومرد ذلك إلى الفارق بين شيوع الاستعمال في الصيغتين أو إلى صيغة الأمر المغنية أحياناً،
كثرت في سورة التوبة أفعال التوبيخ الموجهة للمنافقين بغرض منها ذم سلوكهم،
إنّ الأقسام الخمسة للأفعال الكلامية كلها متداخلةً، فقد يتداخل السياق أحياناً ليجعل من فعل الحكم فعلاً ممارساً أو العكس،
إنّ من مميزات الخطاب القرآني – في سورة التوبة – ما يتصل بتعدد وجهات الخطاب وهذا من وجوه الإعجاز فيه.
إنّ الصيغة اللغوية الواحدة ينتج عنها عدة درجات من المعاني أولها المعنى المباشر، وثانيها معنى المعنى وهو القوة الانجازية غير المباشرة، وثالثها معنى المعنى وهو قوةٌ انجازية مستلزمةٌ من مثل خروج الاستفهام إلى التوبيخ وخروج التوبيخ إلى التعجب.
وحضر المناقشة عدد من الأكاديميين والباحثين والطلاب، وعدد من زملاء الباحثة وأفراد أسرتها.