الدكتوراه للباحثة اماني اليمني من قسم الفلسفة بكلية الآداب

نالت الباحثة اماني عبدالله محمد اليمني درجة الدكتوراه في قسم الفلسفة، من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة صنعاء؛ عن أطروحتها الموسومة “نظرية الفعل التواصلي ومفهوم المجال العمومي في فلسفة هابرماس”، وذلك يوم الخميس 6 صفر 1447هـ الموافق 31/7/2025م.
وتكوّنت لجنة المناقشة والحكم من:
– أ.م.د/ حميد اسكندر، مناقشًا داخليًا – جامعة صنعاء – رئيسًا.
– أ.د/ توفيق مجاهد صالم، المشرف الرئيس على الرسالة – جامعة عدن – عضوًا.
– أ.م.د/ سند صالح السعدس، مناقشًا خارجيًا – جامعة عدن – عضوًا.
وهدفت الأطروحة إلى تحليل مشروع يورغن هابرماس الفلسفي من خلال استكشاف أسس نظرية الفعل التواصلي وارتباطها بمفهوم المجال العمومي، بغرض إبراز كيف يُعيد هابرماس بناء العقلانية الحديثة على أسس تواصلية حجاجية، تسمح بإنتاج فهم مشترك، وتعزز من إمكانات المشاركة الديمقراطية، والعدالة، والنقد الاجتماعي، مع دراسة مدى قابلية هذا النموذج للتطبيق في السياق العربي المعاصر.
نتائج الأطروحة:
– توصلت هذه الأطروحة إلى مجموعة من النتائج المهمة، أبرزها أن الفعل التواصلي عند هابرماس ليس مجرد نموذج لغوي نظري، بل هو مشروع فلسفي شامل يسعى لإعادة بناء العقلانية على أساس الحوار والتفاهم، بدلًا من السيطرة والأداتية التي طبعت الحداثة.
– أن هابرماس نجح في الدمج بين الفلسفة التحليلية ونظرية الفعل الاجتماعي، خاصة من خلال اعتماده على أفعال الكلام، مما منحه قدرة على تأسيس مفهوم جديد للعقلانية يقوم على التواصل والاتفاق الحر.
– أن المجال العمومي في فكر هابرماس يمثّل الفضاء الذي يتحقق فيه التفاهم العقلاني بين المواطنين، ويُعدّ أساسًا للرأي العام الشرعي، بشرط توفر الحرية والمساواة والمشاركة المفتوحة.
– أن اللغة ليست عند هابرماس مجرد وسيلة للتواصل، بل هي حاملة لبُعد عقلاني وأخلاقي، تجعل منها أداة لتوليد المعنى، وتحقيق العدالة، وبناء علاقات إنسانية قائمة على الاحترام المتبادل.
– أن النظرية رغم ما وُجّه إليها من نقد، تظل من أقوى المشاريع التي حاولت إنقاذ الحداثة، عبر مراجعة نقدية عقلانية، تؤمن بإمكان التفاهم والمشاركة دون نفي الاختلاف.
– وأخيرًا، تبيّن أن النظرية قابلة للتطبيق في السياق العربي، خصوصًا فيما يتعلق بإعادة بناء المجال العمومي، وإحياء قيم الحوار والاعتراف، وتأسيس فضاء ديمقراطي يقوم على التواصل بدل الإقصاء.
توصيات الأطروحة:
. أهمية إدراج نظرية الفعل التواصلي ضمن المناهج الجامعية في أقسام الفلسفة والعلوم الاجتماعية، لما تحمله من أبعاد عقلانية وحوارية تعزز التفكير النقدي.
. ضرورة إعادة تفعيل المجال العمومي في المجتمعات العربية من خلال بناء فضاءات حوارية حقيقية تتيح مشاركة فئات المجتمع كافة في النقاش العام دون إقصاء.
. الاستفادة من مبدأ العقلانية التواصلية في صياغة السياسات التربوية والإعلامية، بما يعزز من قيم الحوار، والاعتراف بالآخر، والمساءلة المجتمعية.
. تشجيع الدراسات المقارنة التي تجمع بين مشروع هابرماس ومفكرين عرب معاصرين، لبحث إمكانات التأصيل المحلي لمفاهيم الفعل التواصلي والمجال العمومي.
. الاهتمام بالأبحاث التطبيقية التي تدرس إمكانية تفعيل نظرية هابرماس في المؤسسات المدنية والديمقراطية، بما يخدم التنمية السياسية والاجتماعية في العالم العربي.
حضر المناقشة عدد من الأكاديميين والباحثين والطلاب وزملاء الباحثة وأفراد أسرتها.


