الماجستير للباحث معمر ناجي من قسم العلوم البيئية بكلية البترول
نال باحث الماجستير / معمر علي محمد علي ناجي درجة الماجستير بتقدير ممتاز وبنسبة 95% في قسم (علوم البيئة) تخصص (نوعية المياه) كلية (البترول والموارد الطبيعية) بجامعة صنعاء عن رسالته الموسومة بــــــ(تأثيرات المياه العادمة على نوعية المياه الجوفية في مديرية الظهار مدينة إب – اليمن يوم الاربعاء 2/ 7 /1446ه الموافق 1/1/2025م .
وتكونت لجنة المناقشة والحكم من :
1- أ.د. (هشام محمد محمود ناجي ) رئيس لجنة الحكم والمناقشة.
2- أ.د. (نبيل عبده احمد الشوافي) ممتحناً داخليا المشرف الرئيس للرسالة عضواً للجنة.
3- أ.م.د. (غنيم شمسان احمد ناشر) ممتحنا خارجيا جامعة الحديدة عضو اللجنة.
وهدفت الرسالة إلى دراسة وتقييم الخصائص الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية لمياه الأبار الجوفية والمياه العادمة في منطقة الدراسة, والتعرف على مصادر التلوث وتأثيراته, وتحديد الحلول المناسبة لتحسين جودتها ومدى صلاحيتها للشرب والاستخدامات المنزلية.
فيما توصلت الرسالة الى الآتي :
لقد أصبح تقييم خصائص المياه الجوفية وتقييم جودتها لأغراض الشرب في الآونة الأخيرة مصدر قلق كبير، وخاصة في البلدان النامية.
الهدف من هذه الدراسة هو تقييم جودة المياه الجوفية وتحديد صلاحيتها للشرب والأغراض المنزلية في مدينة اب، مديرية الظهار، اليمن. لذلك أجريت هذه الدراسة على اغلب الآبار الجوفية المستخدمة للشرب، بهدف معرفة مستويات التلوث المحتمل فيها ولتحقيق هذا الهدف تم اختيار عدد 20 بئر جوفي يستخدم لمياه الشرب ومحطتان للمياه العادمة (المياه الداخلة والخارجة)، واجريت عليها التحاليل الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية، وكان ذلك خلال فصلي الشتاء والصيف للعام 2020 – 2021. وقد تم تحليل عينات الدراسة في مختبر المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي في مدينة إب.
وأوضحت النتائج تباينات في المؤشرات التي تم استقصائها في عينات مياه الشرب لفصلي الشتاء والصيف، حيث تطابقت تراكيز العينات للعناصر التالية: درجة الحرارة، الموصلية الكهربائية، الأملاح الكلية الذائبة، العكارة، القلوية الكلية، الامونيا، الكالسيوم، الماغنسيوم، الفلورايد، الكلوريد، الكبريتات، الصوديوم، البوتاسيوم، الحديد، الكربونات.
بينما أظهرت نتائج تحليل عينات المياه لبعض الآبار تجاوزات لعدة مؤشرات، بما في ذلك العسرة الكلية، البيكربونات، النترات، والنتريت، للمواصفات اليمنية والعالمية.
كما بينت النتائج التي تم الحصول عليها في عينات المياه العادمة لفصلي الشتاء والصيف تطابقا في تراكيز العناصر التالية: درجة الحرارة، الاس الهيدروجيني، الكربونات، الماغنسيوم، الفلورايد، الكبريتات، الصوديوم، بينما تجاوزت تراكيز العناصر التالية: الموصلية الكهربية، العكارة، القلوية الكلية، البيكربونات، الكالسيوم، الأمونيا، النترات، النتريت، الحديد، في عينات المياه العادمة لفصلي الشتاء والصيف للمواصفات اليمنية والعالمية.
تشير نتائج بعض العينات تجاوزاً كبيراً في قيم BOD5 وCOD وهو ما يعكس وجود كميات كبيرة من المواد العضوية القابلة للتحلل بيولوجياً وكيميائياً في المياه، والتي قد تكون ناتجة عن التلوث بمخلفات عضوية، كما يعكس أيضا ضعف وكفاءة محطة معالجة المياه العادمة.
وتشير النتائج إلى وجود تباينات موسمية واضحة في تركيزات العناصر المختلفة بين فصلي الشتاء والصيف، في كل من مياه الشرب والمياه العادمة، مع ارتفاع ملحوظ في تركيز بعض العناصر خلال فصل الصيف، وقد يعود هذا إلى زيادة النشاط البشري والأنشطة الزراعية خلال هذا الفصل حيث تستخدم كميات كبيرة من الأسمدة والمبيدات الحشرية في الزراعة، مما يؤدي إلى زيادة تسرب هذه المواد إلى المياه الجوفية عبر مياه السيول، بالإضافة الى أن زيادة الامطار في الصيف قد تزيد من معدلات نمو البكتيريا.
واظهرت بعض عينات مياه الآبار وجود تلوث ميكروبي وهذا ربما قد يكون ناتج من تلوث المياه بمياه صرف الصحي (مخلفات بشرية وحيوانية).
وهذه التجاوزات عن الحدود المسموح بها قد تؤثر بشكل مباشر على صلاحية المياه للاستهلاك الآدمي، ولذلك يتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة وبذل الجهود لحماية مصادر المياه الجوفية من التلوث، بما في ذلك الإدارة السليمة لمياه الصرف الصحي والنفايات الصلبة في منطقة الدراسة.
وقدم الباحث في رسالته للماجستير عدد من التوصيات منها:
•هناك حاجة إلى دراسات إضافية لتحديد مصادر التلوث وتقييم التأثيرات طويلة الأمد على صحة الإنسان والبيئة.
•ضرورة تأهيل وتوسيع وتطوير المحطة الحالية بما يتلاءم مع كمية ونوعية المياه الداخلة.
•الاهتمام بعمل الصيانة الدورية لمحطة المعالجة ولآبار وشبكات المياه الممتدة إلى منازل المستهلكين وعدم إهمالها.
•التخلص من الحمئة الموجودة في أحواض الترسيب النهائية حتى لا تنجرف مع المياه المعالجة والتي سوف يتم تصريفها إلى القناة.
•القيام بأجراء التحاليل المعملية للمياه المعالجة كيميائيا وبيولوجيا قبل تصريفها إلى القناة. وكذلك عمل الفحوصات الدورية لمياه الابار لتفادى أي ملوثات قد تطرأ وسرعة التعامل مع هذه الملوثات قبل وصولها إلى السكان.
•عمل شبكات مياه صرف صحي لمياه الصرف التي تمر بالقرب من بعض الأبار في منطقة قحزه والسبل وربطها بمحطة المعالجة الرئيسية.
•إضافة أحواض تتسع للمياه الداخلة إلى المحطة في حالة احتوائها على أصباغ وغيرها بدلا من تصريفها إلى القناة دون معالجة.
•استخدام المبيدات الأقل ضررا للتخلص من الحشرات والروائح الكريهة، وفصل شبكة مياه الأمطار عن قناة الصرف الصحي.
•العمل على نظافة الأماكن المجاورة لبعض الآبار من المخلفات المنزلية التي ترمى من قبل المواطنين جوار الآبار مثل بئر قحزه وبئر السبل وبئر الصماد وبئر نجد العنصر.
•ضرورة عمل محطة معالجة لمنطقة السحول لاستيعاب الكم الهائل من مياه الصرف الصحي التي تصب في سوائل منطقة السحول بالقرب من آبار مياه الشرب نتيجة الزيادة السكانية في تلك المناطق على أن تكون قدراتها الاستيعابية تغطي كمية المياه المستهلكة للحد من تفاقم ظاهرة التلوث بها.
•عمل منظومات كلورة لباقي الآبار التي لا تمتلك منظومة لتعقيم هذه الآبار من التلوث الميكروبي.
•بالنسبة للآبار ذات المستويات المرتفعة من الملوثات، يجب تنفيذ تقنيات المعالجة المناسبة لتحسين جودة المياه. وأغلاق الآبار الملوثة بنسب عالية من العناصر الزائدة عن الحدود المسموح بها وفق المواصفات اليمنية والعالمية وتفعيل جوانب الضبط لمنع استعمال المياه العادمة في ري المزروعات.
•إلزام كافة المسالخ والمصانع والمستشفيات ومحلات تغيير الزيوت ومحلات غسيل السيارات والمناشير…الخ بإنشاء محطات معالجة قبل تصريف مخلفاتها إلى شبكة المجاري والقيام بأجراء عملية مراقبة دورية على هذه المنشآت.
•يجب إجراء حملات تثقيف عامة لرفع مستوى الوعي بأهمية مياه الشرب الآمنة والمخاطر الصحية المحتملة المرتبطة بالمياه الملوثة، وبمخاطر استخدام المياه العادمة في ري المحاصيل الزراعية ومخاطر رمي القمامات المنزلية بالقرب من الآبار.
•أدخال المفاهيم البيئية في المناهج التعليمية لرفع مستوى الوعي البيئي لطلاب العلم بمختلف المراحل الدراسية وتعريفهم بالأضرار التي قد تنجم عن التلوث وبأهمية المحافظة على الموارد المائية الجوفية والتي تعتبر المصدر الرئيسي في منطقة الدراسة.
•يجب بذل الجهود لحماية مصادر المياه الجوفية من التلوث، بما في ذلك الإدارة السليمة لمياه الصرف الصحي والنفايات الصلبة.