كلية الطب والعلوم الصحية تنظم ندوة علمية حول التعليم الطبي في مواجهة الحروب والتحديات الصحية

نظّمت كلية الطب والعلوم الصحية بجامعة صنعاء ندوة علمية بعنوان “ضوء الأمل: التعليم الطبي في مواجهة الحروب”، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والخبراء الدوليين، وذلك بهدف تسليط الضوء على التحديات التي يواجهها القطاع الطبي في ظل الحروب والحصار، وإيجاد آليات لتعزيز التعليم الطبي واستمراريته في الظروف الاستثنائية.
في افتتاح الندوة، أشار عميد كلية الطب والعلوم الصحية، الدكتور خالد الخميسي، إلى الأضرار الكبيرة التي تعرض لها القطاع الصحي في اليمن جراء الحرب والحصار، مما أدى إلى تدهور الخدمات الطبية وزيادة معاناة المرضى، خاصة في ظل شح الموارد والإمكانات. كما أكد أن الندوة تأتي ضمن جهود الجامعة لإيجاد حلول لمواجهة هذه التحديات من خلال تطوير التعليم الطبي وتعزيز التعاون مع المؤسسات الدولية المختصة.
وأضاف الدكتور الخميسي أن هذه الندوة تسعى إلى تعريف المجتمع الدولي بحجم التحديات التي يواجهها النظام الصحي في اليمن، والعمل على تعزيز التواصل مع المنظمات العالمية للاستفادة من خبراتها في تطوير استراتيجيات فعالة لدعم القطاع الطبي في مثل هذه الظروف الحرجة.
شهدت الندوة حضور عدد من الشخصيات الأكاديمية والدولية البارزة، من بينهم الدكتور بابلو الليندي، المنسق الدولي والوطني لشبكة الدفاع عن الإنسانية، ورئيس مؤسسة “سلفادور الليندي” للسياسة والصحة والتكامل بأمريكا اللاتينية، والدكتور روبرتو بيرموديز، رئيس مؤسسة “راؤول بيليجرين تشيلي”، وعضو تجمع “الجدران والمقاومة المناهضة للإمبريالية”، وعضو حركة المقاومة الصحية.
وخلال الندوة، استعرض الضيفان الدوليّان تجارب مماثلة لبلدان عانت من أزمات صحية بسبب النزاعات، مشيرين إلى أهمية تبادل الخبرات والاستفادة من التجارب الدولية في تعزيز قدرة القطاع الصحي اليمني على مواجهة التحديات. كما عبّرا عن إعجابهما بصمود الكوادر الطبية والتعليمية في اليمن رغم الظروف الصعبة، وأكدا أهمية تعزيز التعاون الدولي لدعم القطاع الصحي في البلاد.
وتطرقت النقاشات إلى تداعيات الحرب على الوضع الصحي في اليمن، حيث أشار الخبراء إلى انتشار الأوبئة والأمراض المزمنة نتيجة انهيار النظام الصحي، مع ارتفاع معدلات سوء التغذية بين النساء والأطفال، وزيادة الإصابات بالأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم.
كما نوقشت في الندوة سبل تطوير التعليم الطبي لمواكبة الأوضاع الراهنة، بما في ذلك استخدام التقنيات الحديثة في التعليم عن بُعد، وتدريب الكوادر الطبية على إدارة الأزمات والكوارث الصحية، لضمان استمرار تقديم الرعاية الصحية رغم التحديات.
وعقب الندوة، قام الوفد الزائر بجولة تفقدية في كلية الطب بجامعة صنعاء، حيث اطلعوا على معامل المحاكاة والمهارات السريرية، ومعامل البرامج التطبيقية، واستمعوا إلى شرح من عميد الكلية حول البرامج الأكاديمية والتدريبية التي تقدمها الكلية، ودورها في تأهيل كوادر طبية مؤهلة للعمل في بيئات صعبة.
وأشاد الدكتور الليندي والدكتور بيرموديز بالبنية التحتية للكلية، ومستوى التجهيزات المتاحة للطلاب، معربين عن تقديرهم للجهود المبذولة في الحفاظ على مستوى تعليمي متميز رغم الظروف الصعبة.
حضر الندوة الأستاذ عادل الحبابي، مساعد رئيس الجامعة لشؤون الإعلام، والدكتور أنور مغلس، نائب عميد كلية الطب لشؤون الطلاب، إلى جانب عدد من أعضاء هيئة التدريس وجمع كبير من طلاب الكلية، الذين تفاعلوا مع النقاشات المطروحة، وأكدوا على أهمية تعزيز التعاون بين المؤسسات المحلية والدولية للنهوض بالتعليم الطبي في اليمن.
اختُتمت الندوة بعدد من التوصيات التي أكدت على ضرورة تعزيز التعاون الدولي لدعم القطاع الصحي في اليمن، وتطوير برامج التعليم الطبي لمواكبة الأزمات والكوارث الصحية، والعمل على استقطاب الدعم من المؤسسات الصحية العالمية لتوفير المعدات والإمدادات الطبية، وتكثيف الجهود البحثية لدراسة تأثير الحروب على القطاع الصحي وإيجاد حلول مستدامة لمواجهة التحديات.