الخدمة الاجتماعية

نبذة عن قسم الخدمة الاجتماعية

ظهرت الخدمة الاجتماعية مع بداية القرن العشرين كمهنة على نطاق واسع استجابة للمشكلات والقضايا العديدة التي واجهت المجتمعات، بداية من النزاع العالمي غير المتوقع لحربين عالميتين، وعدم الاستقرار الحالي للنظام العالمي المتغير، والتكتلات السياسية والاقتصادية، وموجات الهجرة الداخلية والخارجية مع اهمال لا مثيل له للإنسان، وكذلك عُنف غير مسبوق، وأيضاً اهمال للحقوق المدنية، والتحكم في الأمراض أو الوقاية منها، وظهور أمراض جديدة، مثل الإيدز، وتخلف السلوك الأخلاقي والمعنوي للتعامل مع ظروف التغير التكنولوجي السريع.

فالخدمة الاجتماعية المعاصرة هي نتاج تراث الاستجابة إلى الحاجات والمشكلات والقضايا التي ظهرت في أزمنة ومواقف أخرى، هذه الاستجابة التي تأثرت دائماً بالأحداث والظروف الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية في تلك الأزمة، وبالأوضاع الحالية، وعلى الرغم من أنها مهنة جديدة وشابة، إلا أنها مثلها مثل كل المهن يجب أن تتغير لتواجه الأزمنة دائمة التغيير، والخدمة الاجتماعية تغيرت وتطورت في معارفها وقيمها ومهاراتها لتواجه تلك التغيرات والمناخ السائد في كل الأزمنة التي مرَّت بها.

ومن وجهة النظر التطبيقية، يتم النظر للخدمة الاجتماعية كمهنة من خلال قدرتها على إزالة المعاناة أو تخفيفها وإحداث التغيير، أكثر من كونها قابلة للتجريب أو اختبار صحتها، وإذا ما تركنا ذلك جانباً وعاودنا الحديث عن الخدمة الاجتماعية فإن غموض مصطلح الخدمة الاجتماعية بين المهتمين بها قد يؤدي إلى غموض في كيفية رؤية المهنة ذاتها.

وعلى أية حال يدرك الأخصائيون الاجتماعيون المعاصرون أن مشاكل الحياة لها عدداً من الأبعاد وأن كثيراً من الحلول البديلة ممكنة بما فيها تغير الفرد، والتكيف الشخصي الداخلي، والإصلاح الاجتماعي، وبمعرفة أن مصدر المشاكل وحلولها موجودة في جميع مستويات النظام الاجتماعي، فمن البديهي أن يأخذ الممارسون في اعتبارهم التفاعلات بين البنيات الاجتماعية في تدخلاتهم.

ولقد أصبحت الخدمة الاجتماعية مهنة متخصصة لها مقوماتها التي تضفي عليها الطابع المهني من أهداف تسعى المهنة لتحقيقها، وقاعدة علمية تعتمد عليها في قدرة الأخصائي الاجتماعي كممارس على تطبيقها في إطار معرفي ومهاري وقيمي في مجالاتها ومؤسساتها المتعددة الذي أضفى عليها اعترافاً ومكانةً اجتماعيةً في المجتمع.

نشأة القسم وتطوره:

 أن دخول الخدمة الاجتماعية كمهنة إلى المجتمع اليمني يعتبر متأخراً كثيراً عن المجتمعات العربية الأخرى، وبوجه خاص فيما يتعلق بمؤسسات تعليم الخدمة الاجتماعية، وذلك لظروف عديدة ليس هنا مجال لسردها، وإن كان المجتمع اليمني في العقود الأخيرة- استشعاراً منه بأهمية الدور المهني للخدمة الاجتماعية-  قد استعان ببعض الكوادر المتخصصة من الخارج، أو بعض اليمنيين الذين تخصصوا في الخدمة الاجتماعية في الجامعات العربية، إلا أن ذلك كان في أضيق نطاق.

– ولقد توصلت بعض الهيئات الدولية من خلال عملها في المجتمع اليمني في المجالات الاجتماعية المختلفة إلى ضرورة توفير التخصصات المهنية اللازمة للعمل في تلك المجالات تحقيقاً للأهداف الاجتماعية التي تسعى إليها، ومن هنا كان تفكير (منظمة اليونيسيف) بالعمل على تأسيس برنامج جامعي لتعليم الخدمة الاجتماعية وإعداد الكوادر الفنية المتخصصة، وتم توقيع اتفاقية لهذا الغرض بين كلٍ من : منظمة اليونيسيف. جامعة صنعاء وجامعة حلوان بجمهورية مصر العربية.  لإنشاء قسم الخدمة الاجتماعية بجامعة صنعاء وذلك في العام الجامعي 2003 / 2004م. –ولظروف معينة لم يتم إنشاء القسم بجامعة صنعاء وإنما أنشئت شعبة الخدمة الاجتماعية ( بقسم علم الاجتماع). إلى أن تم إنشاء قسم الخدمة الاجتماعية بجامعة صنعاء لاحقاً في العام الجامعي 2007 / 2008م -وتم وضع البرامج الدراسية للقسم بجامعة صنعاء بحيث تأتي تلك البرامج متفقة مع طبيعة المجتمع اليمني، وظروفه الاجتماعية والثقافية في إطار التوجهات العامة لتعليم الخدمة الاجتماعية في جامعة حلوان، باعتبارها الكلية الأم لتعليم الخدمة الاجتماعية في كافة الجامعات العربية، وباعتبارها طرفاً رئيسياً في الاتفاقية.